Tuesday, November 10, 2015

WP : غضب في مصر من المؤامرة الغربية

حديث غاضب في مصر عن مؤامرة غربية تتضمن سقوط الطائرة الروسية



كتبت مرام مازن للواشنطن بوست (10 نوفمبر2015)
ترجم أحمد بدوي (10 نوفمبر 2015)

تعامل الاعلام المصري بغضب مع تزايد الاشارات من بريطانيا والولايات المتحدة بأن قنبلة هى السبب في سقوط الطائرة الروسية في 31 اكتوبر في سيناء, مع العديد من وسائل الاعلام التي نقلت نفس الرسالة: مصر تواجه مؤامرة غربية تهدف لتخويف السائحين وتدمير اقتصاد البلاد.

وتبنى صناع الرأى في الصحافة المطبوعة والتلفزيونية وعلى الانترنت التحذيرات من مخطط خارجي, بشكل تلميحي أحيانًا وأحيانًا أخرى بالقول الصريح بأن منع الغرب رحلاته لمصر ليست بسبب المخاوف الأمنية التي تتعلق بمواطنيه بشكل كامل وانما لإن الغرب يرغب في اسقاط الدولة المصرية لمنع الرئيس عبدالفتاح السيسي من جعل مصر أقوى من اللازم.

وبرغم ان تلك الإدعاءات تبدو جامحة إلا أنه يبدو من الواضح أن نظريات المؤامرة قد توافقت مع العقلية المصرية بدرجة كبيرة حتى أن منع روسيا لرحلاتها إلى مصر أعتبرته بعض وسائل الإعلام خضوع روسي للضغط والتلاعب البريطاني

"الشعب يتحدى المؤامرة – لن تركع مصر للضغوط" هكذا قالت جريدة الجمهورية المملوكة للدولة في عنوانها الرئيس هذا الأسبوع. "مصر تقف في وجه الإرهاب الغربي" كما عنونت جريدة الوطن اليومية المستقلة
ويعكس ذلك الخطاب الحنجوري بشكل ما عمق التردد لدى الصحافة من مستوى النقد الجاد المطلوب أو عرض أوجه القصور في حكومة السيسي.

وقد احتفت كلًا من الصحافة المستقلة والحكومية بالسيسي بشكل دائم بوصفه منقذ مصر منذ قاد الانقلاب العسكري للجيش في 2013 ضد الرئيس الإسلامي محمد مرسي اثر مظاهرات ضخمة ضد مرسي ونفوذ جماعة الأخوان المسلمين. وتستمر في العام التالي بعد انتخابه معظم وسائل الإعلام في الثناء عليه لعمله من أجل فرض الاستقرار

"الانكار بالنيابة عن الدولة أن هناك أزمة ثم محاولة لصقها بطرف ثالث هو أمر طبيعي جدًا في مصر" كما قالت هبة الله طه المحللة بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية لأسوشيتدبرس

عادة ما تنتشر نظريات المؤامرة في الشرق الأوسط لأسباب متعددة – التعليم الضعيف والشك في الآخرين وغياب الشفافية الحكومية والقيود على التعبير والحقيقة التاريخية بأن القوى داخل وخارج المنطقة يعملون عادة خلف المشهد للتأثير في الأحداث والصراعات. وغالبًا ما تغذي السياسة نظريات المؤامرة

وقالت طه أن الخطاب التآمري هو خط التراجع الطبيعي للدولة. حيث لا يخرج المواطنون عادة بنظرية المؤامرة بأنفسهم. "ولكنهم غالبًا ما يتبنون خطاب الاعلام التابع للدولة". والإعلام المصري دائمًا ما يشير للأيادي الخارجية ابان الأزمات.

خلال انتفاضة 2011 التي أسقطت مبارك في النهاية, اتهمت الصحف التابعة للدولة الأجانب بإثارة التظاهرات. وخلال العامين الماضيين أتهم المعلقين الولايات المتحدة بدعم جماعة الأخوان - التي أعلنتها الدولة في مصر جماعة ارهابية – ومحاولة فرضها على مصر, كرد على انتقاد الغرب لخلع مرسي بالقوة العسكرية والقمع المصاحب لذلك ضد الاسلاميين. كما يشتكي الاعلاميون من أن الغرب لا يساعد مصر بما فيه الكفاية في حربها ضد الارهاب, بما في ذلك فرع داعش في سيناء, والتي أدعت أنها هى التي أسقطت الطائرة.

ولكن تقول طه أيضًا أن رد الفعل على سقوط الطائرة مبني على الخوف.

فسقوط الطائرة الروسية يوم 31 أكتوربر بعد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ يمكنه أن يقوض المحاولات البطيئة أصلا لإستعادة قطاع السياحة الحيوي لمصر عافيته بعد خمسة أعوام من الصراع – خاصة بعد وقف روسيا وبريطانيا رحلاتهم السياحية حتى تحسين تأمين المطار.

وتقول السلطات المصرية بأنها تنظر في كل الاحتمالات فيما يتعلق بسقوط الطائرة. ويقولون انه يجب وقف التكهنات حتى خروج نتيجة التحقيق, والذي يقول السيسي أنه قد يستغرق شهور.

وقد أبدى المصريون انزعاجهم من تسرع المسئولين البريطانيين والأمريكيين في الحكم, القائل بأن فرع داعش في سيناء قد زرع قنبلة على طائرى ميتروجيت ما تسبب في تفجيرها وقتل 224 شخص كانوا على متنها.

ومنذ اسقاط مرسي قام المسلحون بشن تمرد متصاعد في سيناء وقاموا بتنفيذ العديد من التفجيرات واستهدفوا الشرطة والجيش في القاهرة. كما قاتلهم الجيش المصري في الجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء.

وفي الاعلام المصري ينظر لوقف الرحلات والدعوات لتحسين تأمين المطار على أنه غير عادل ومثير للريبة. حتى لو كانت قنبلة هى السبب "فهذا لا يتطلب عقاب فوري وواسع وتشويه لمصر" كما كتب رئيس تحرير جريدة المقال وأحد أهم الاعلاميين المصريين ابراهيم عيسى.

وحصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على أغلب النقد.
حيث رأى البعض أنه من المهين أن توقف بريطانيا رحلاتها الجوية لمصر في نفس اليوم الذي بدأ فيه السيسي أول زيارة رسمية للندن وأن كاميرون قال في مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي أنه "من المرجح أن تكون قنبلة قد أسقطت الطائرة".
وذهب اعلاميون آخرون لأبعد من ذلك مشيرين لوجود نوع من التواطأ أو اتفاق المصالح بين بريطانيا ومتشددين الدولة الإسلامية.

وقال الاعلامي حازم منعم الصحفي بالوطن أن الغرب "خائف" من مصر.
"لماذا تصدر بريطانيا هذا البيان مع بداية زيارة السيسي , كما لو أنهم يعلمون الحقيقة من مصدرها؟" كتب يوم السبت. حيث قارن ذلك بمسلسل تلفزيوني حيث "يقوم الجانب الشرير بإرتكاب جريمة واطلاق الاتهام على الجانب الآخر".

وفي نفس الصحيفة كتبت لميس جابر أن لندن كانت في منتهى السعادة بإعلان داعش مسئوليتها عن الحادث. وكتبت "وحيث أن الانجليز وداعش في توافق سياسي وتناغم أيديولوجي واستراتيجي, فربما تكون المعلومة صحيحة".

وجاء قرار موسكو بوقف الرحلات ليربك ادعاءات أصحاب نظرية المؤامرة, حيث يوصف الرئيس بوتين بأنه من المؤيدين الأقوياء للسيسي.
"حتى أنت يا بوتين؟" كتب في الصفحة الأولى للمصري اليوم.

وكتب طه عبد العليم في الأهرام أن تصريحات البريطانيين والأمريكان حول الحادث كانت جزءًا من الضغط الهادف لتقوية جماعة الأخوان واهانة مصر, ومحاولة حشد الرأى العام الروسي ضد الحرب على الارهاب في سوريا" مشيرًا للحملة الجوية التي تشنها موسكو هناك.
بل وقال ممثل مصري في برنامج حواري على التلفزيون أن رئيس الوزراء البريطاني – والذي أسماه جون براون وربما يخلط بين اسماء رؤساء الوزارة السابقين جون ميجور وجوردن براون – "عضو في جماعة الاخوان".
واتهمت صحيفة الأهرام وصحف أخرى بريطانيا بإجبار مواطنيها المصطافين في مصر على الرحيل.

ووضعت الأهرام صورة سيدة تناقش السفير البريطاني جون كاسون في مطار شرم الشيخ وتحتها عبارة "نريد استئناف رحلتنا بمصر ولا نريد الرحيل" كما لو أنها تقول له ذلك.

بينما انتشر فيديو على الانترنت يظهر السائحة , كلارا دبلن , وهى تقول للسفير "نريد العودة للوطن" غاضبة من الارتباك في ترتيب الرحلات المغادرة.

لقراءة المقال الأصلي باللغة الانجليزية أضغط هنا